تحت ضوء القمر البارد، وفي قلب لهيبٍ متأجج، وقف المحارب الغامض وهو يحمل فتاةً صغيرة بين ذراعيه. لم يكن خائفاً من النيران، بل كان ينظر بتحدٍّ صوب عدوّه الماثل أمامه. همس بكلماتٍ حازمة: "لا تُحاولِ إيذاء رفيقتي!". انطلقت الفتاة من بين ذراعيه كالسهم المنطلق من قوسه، قناعها الغريب يخفي ملامح وجهها بينما تُمسك بسيفها اللامع. خطت خطوةً حاسمة نحو خصمها، ثم اندفعت بهجومٍ سريع ومباغت. أطلقت هجمةً زرقاء لامعة انبعثت من سيفها كشعاعٍ من الطاقة النقية، مصحوبةً بصوتٍ حادّ كصرخةٍ كهربائية. لم يتراجع العدو، بل ردّ بهجومٍ مضادّ، كرةٌ زرقاء متوهّجة انطلقت نحو الفتاة بقوةٍ هائلة. لكنها تفادت الهجوم ببراعةٍ، ودارت في الهواء برشاقةٍ مذهلة. انطلقت من يدها هجمةٌ أرجوانية مشحونة بالبرق، كسهمٍ ناريّ اخترق الهواء بسرعةٍ خاطفة، مُصيبًا العدوّ في مقتل. سقط العدوّ أرضًا، مغلوبًا على أمره. عادت الفتاة إلى المحارب الذي أنقذها، الذي حملها بين ذراعيه مرةً أخرى. سألها: "أنتِ بخير، أليس كذلك؟". لم يُجبْهُ سوى صمتُها، مما يدل على إنهاكها بعد تلك المعركة الشرسة. نظر المحارب إلى العدوّ المنهزم، وقال: "لو لم أقهرُكَ بنفسي، لم يكن سيُنقذكَ أحد". انتهى الفصل بمشهدٍ مؤثر، حيث حمل المحارب الفتاة بعيدًا عن ساحة المعركة، تاركًا وراءه ألسنة اللهب تلتهم ما تبقّى من آثار القتال. تحمل ساحة المعركة شاهدةً على شجاعة الفتاة وبراعة المحارب الذي أنقذها.